التبريد باستخدام الطاقة الشمسية
من بين الآلاف من تطبيقات الطاقة الشمسية اخترت لكم التبريد خصوصاً، لماذا التبريد؟ لأنه و بكل بساطة من المهم أن نفهم أن أحد القطاعات الأكثر استهلاكاً للطاقة الكهربائية هو التبريد، إذا لم تصدقني فلك أن ترى ما هو مكتوب خلف ثلاجتك و التي ستلاحظ بأنه استهلاكها يدور حول الـ (540) واط، هذا باعتبار أن ثلاجتك بحجم يصل إلى (20) قدماً مكعباً. ليس هناك مشكلة كبيرة تماماً في الـ (540) واط، و لكن هناك مشكلة حقيقية في استمرار استهلاكه للكهرباء باستمراره بالعمل لمدة (15) ساعة يومياً. أما التكييف المركزي فهو بالوعة كهربائية بحد ذاته عندما تصل حاجته إلى ما يقرب الـ (5,000) واط. و لتقريب الصورة عن مقدار ما يمكن للـ (واط) أن يعمله، يمكنك تخيل أن الـ 100 واط كفيلة بتشغيل مصباح عالي التوهج و 150 واط كفيلة بتشغيل تلفزيون ملون قياس 25 بوصة. بإمكانك أن ترى كيف يتربع التكييف على هرم الاستهلاك الكهربائي من خلال الجدول التالي:
الجهاز
|
الاستهلاك بالواط
|
ساعة راديو |
1
|
ساعة كهربائية |
3
|
راديو (استعمال سكاني) |
5
|
آلة حلاقة |
15
|
تلفاز أبيض و أسود (12 بوصة) |
20
|
مروحة طاولة |
25
|
مصباح (25 واط، مدمج و فلوري) |
28
|
مستقبل ساتلايت |
30
|
مسجل |
30
|
مشغل أقراص مدمجة |
35
|
مصباح (40 واط، هالوجين و يعمل بالتيار المستمر) |
40
|
مشغل فيديو منزلي |
40
|
مروحة سقف (تعمل بالتيار المتناوب) |
50
|
حاسوب (محمول) |
50
|
مصباح (50 واط، يعمل بالتيار المستمر) |
50
|
تلفزيون ملون (19 بوصة) |
70
|
طابعة حاسوب |
100
|
سخان كهربائي (لحوض سمك) |
100
|
مصباح (100 واط) |
100
|
آلة خياطة |
100
|
مكنسة (يدوية) |
100
|
فرشاة أسنان كهربائية |
100
|
حاسوب (مكتبي) |
150
|
تلفزيون ملون (25 بوصة) |
150
|
إبريق قهوة |
200
|
بطانية كهربائية (Electric Blanket) |
200
|
آلة كاتبة |
200
|
مثقاب (Drill) ¼ بوصة |
250
|
آلة فشار (Popcorn Poper) |
250
|
خلاط |
300
|
فاتح باب المرآب |
350
|
مجففة ملابس (يعمل بالغاز) |
400
|
سخان كهربائي (لسرير مائي) |
400
|
جهاز التخلص من المهملات |
450
|
جهاز تقليم السور (Hedge Trimmer) |
450
|
غسالة |
500
|
مبرد / مجمد (20 قدم مكعب، 15 ساعة عمل يومية) |
540
|
مكنسة (قائمة) |
700
|
صانعة قهوة |
800
|
منشار كهربائي دوار 7,25 بوصة |
900
|
مثقاب (Drill) بوصة واحدة |
1000
|
مقشطة كهربائية (Sander) قطر 3 بوصات |
1000
|
مكيف (غرفة) |
1000
|
سشوار (Blow Dryer) |
1000
|
فرن نفاخ (Furnance Blower) |
1000
|
مكواة |
1000
|
منشار كهربائي سلسلة 12 بوصة |
1100
|
منشار كهربائي رباطي (Band Saw) ـ 12 بوصة |
1100
|
مقشطة كهربائية (Sander) قطر 9 بوصات |
1200
|
مقلاة شواء كهربائية |
1200
|
جهاز الصفيحة الساخنة (Hot Plate) |
1200
|
مكواة الكعك (Waffle Iron) |
1200
|
منشار دائري 8,25 بوصة |
1400
|
جلاية صحون |
1500
|
سخان كهربائي (نقال) |
1500
|
جزازة كهربائية |
1500
|
فرن مايكروويف |
1500
|
محمصة (Toaster) |
1500
|
مجففة ملابس كهربائية |
4000
|
مكيف (مركزي) |
5000
|
بالنظر إلى نظم التبريد الكهربائية التقليدية اليوم فإنها تتكون ببساطة من دورة ذات أربع مراحل نوجز فيها مبدأ عملها. المراحل الأربع هي الضاغط أو الكباس (Compressor) و الذي يضغط غازاً بمواصفات خاصة سنأتي على ذكره لاحقاً، المكثف (Condenser)، و صمام التمدد (Expansion valve)، و أخيراً المبخّر (Evaporator). الضاغط، و الذي يعمل بالكهرباء و الذي تصرف فيه الكيمة الأكبر من الطاقة الكهربائية، يقوم بضغط غاز خاص كما قلنا يدعى بالغاز المبرد (Refrigerant) ليرتفع ضغطه و ترتفع درجة حرارته. بإزالة الضغط يعود الغاز إلى حالته السابقة و ينخفض ضغطه و تنخفض حرارته، و "يا دار ما دخلك شر"! أما الفكرة في الموضوع فهي تكمن في أننا نضحك على الغاز، فعندما ترتفع درجة حرارته فإنها ترتفع لتعلو عن درجة حرارة الجو المحيط (Ambient temperature)، و إذا سمحنا لهذا الغاز بأن يبادل حرارته العالية مع الجو المحيط فإن حرارته ستبرد لتصبح أقل، بعدها يصبح خليطاً رطباً من السائل و الغاز، ذلك يتم فعلاً في المكثف (تكثيف الغاز الساخن إلى حالة الخليط الرطب (Wet mix))، و الآن عندما نزيل الضغط عن الخليط في صمام التمدد فإن درجة حرارته تنخفض كثيراً ليصبح سائلاً بارداً. الآن ما علينا سوى الاستفادة من هذه البرودة بتمرير هذا السائل في المبخّر المسؤول عن امتصاص الحرارة من المكان المراد تبريده ليسخن الغاز ليعود بعدئذ في دورة إلى الضاغط.
باقتراض أن درجة حرارة الهواء المحيط التي كنا نتحدث عنها (30)ـْ س. فذلك يعني أن درجة الحرارة العالية للغاز ستكون مهمتها في تبادل الحرارة سهلة مع محيط درجة حرارته تصل إلى (30)ـْ س. أما إذا ارتفعت حرارة الغاز المحيط إلى (45)ـْ س درجة فهذا يعني أن الضاغط عليه أن يعمل بقوة أكبر ليحقق درجة حرارة أعلى للغاز المضغوط و حتى يتيح المجال لذلك الغاز بتبادل الحرارة مع المحيط فهو مجبر على رفع درجة حرارته زيادة عن الحالة السابقة بأكثر من (15) ـْ س أعلى مما هي في حالة الـ (30)ـْ س ذلك أن التناسب غير خطي هنا. و هذا يعني المزيد من الإجهاد على الضاغط (و ذلك يساهم في تحديد عمره بالمناسبة)، و المزيد من الاستهلاك للطاقة الكهربائية.
مهندسو التكييف و التبريد يعلمون جيداً بأن عدوهم اللدود هو درجة الحرارة المحيطة، و التي تحددها الشمس بشكل أساسي، بارتفاع درجة الحرارة إلى أرقام "خليجية" أي كما في دول الخليج لتصل في بعض الحالات المتطرفة إلى أكثر من (50)ـْ س و التي تجهد فيها الضواغط لدرجة أنها نفسها تسخن و تفصل نفسها حماية لها من الاحتراق! و أثناء عملها في تلك الظروف، غني عن القول أننا لا نعود نسأل في توفير الكهرباء لأن الأمر يغدو صعباً جداً، أي عمل الضواغط كما ينبغي و توفير الكهرباء في نفس الوقت. و لكن أليس من الساخر بأننا نهرب من حرارة الشمس و نصرف المزيد من الطاقة لتبريديها و الشمس ذاتها مصدر هائل للطاقة الإشعاعية و الحرارية على حد سواء؟ السؤال الجوهري هنا، هو كيف نحول طاقة الشمس إلى طاقة تبريد؟ كيف ندع الشمس تبرد نفسها علينا؟
هناك العديد من المدارس في هذا الصعيد، أحدها تقول بالاستفادة من طاقة الشمس باستخدام خلايا الضوئية اللوحات الكهربائية الشمسية (Photovoltic - PV) و التي تحول طاقة الشمس إلى كهرباء، و الكهرباء تشغل الضاغط المطلوب. نفس الأسلوب التقليدي و لكن عوضاً عن أن أشبك الثلاجة أو المكيف المطلوب بالكهرباء الرئيسية (Mains)، أشبكها بخلية ضوئية تعمل بطاقة الشمس. من الاتهامات الرئيسية لهذا النظام هو عدم قدرته على الاستفادة من طاقة الشمس عندما يزداد السطوع بشكل يتناسب مع هذه الزيادة. في موقع الشركة المطورة لهذا النظام، يزعم هؤلاء الناس بأنك تستطيع تشغيل الثلاجات التي تعمل بهذا المبدأ على التيار المستمر و هي ميزة هائلة الأهمية لأن الطاقة الشمسية تلازم التيار الكهربائي المستمر (Direct Current - DC) و تلازم التخزين بالبطاريات و التي تزود بالتيار المستمر أيضاً، و يزعمون كذلك بأن الطاقة التي تستهلكها هذه الثلاجات تصل إلى 600 واط فقط!
على ما يبدو فإن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مهتمون بالموضوع بحسب هذه الصفحة على موقعهم على الإنترنت. و الصور التالية تبين كيف يمكن لنا بتطبيق هذه التكنولوجيا أن نحمل ثلاجاتنا معنا في رحلاتنا و في المناطق النائية. و المأخوذة الصورة التالية مأخوذة منه.
صورة تظهر كيف يمكن تغيير طريقة تفكيرنا في التبريد، الجهاز يعمل في الخلاء و بدون كهرباء خارجية
هناك مدرسة أخرى تقول بالاستفادة من طاقة الشمس في تسخين مادة الـ (غلايكول) الكحولية (Glycol) لتقوم بدورها بنقل الحرارة إلى الغاز المبرد (Refrigerant) و الوصول إلى درجة حرارة عالية كفيلة بضغطه. هذا يعوض تماماً عن استخدام ضاغط يعمل بالكهرباء، لتستمر الدورة بالشكل الاعتيادي. و من هنا كان لا بد من استخدام مرايا على شكل قطوع مكافئة (Parabolic) و الضرورية لتركيز أشعة الشمس على أنابيب الـ (غلايكول).
بإمكانك أن ترى أشكال المرايا و كيف موصولة مع أنابيب الغلايكول.
و هذا الموقع يتحدث في هذا الموضوع
مدرسة أخرى تقول باستخدام مبدأ التبريد بالامتزاز (Adsorbtion Refrigeration) و يروق للآخرين تسميته التبريد بالامتصاص (Absorbtion Refrigeration). في هذا النظام تطلق الأمونيا (Ammonia) السائلة على الهيدروجين (Hydrogen) لتتبخر على هيئة غاز، و بوجود غاز الهيدروجين يتحقق التبريد أثناء التبخر، ترسل الأمونيا الغازية إلى خزان ماء يقوم بامتزاز الغاز، يسخن المحلول في حرارة الشمس لتنفصل الأمونيا الغازية عن الماء، تكثف الأمونيا الغازية على هيئة سائل يطلق على الهيدروجين في إعادة للدورة التبريدية.
عرض يوضح المراحل التي يمر بها التبريد بالامتزاز
مخطط يوضح المراحل بصورة مختلفة
أحد الأنظمة المشابهة يستخدم ملح بروميد الليثيوم (Lithium Bromide) و الماء، يبخر الماء على ضغط خفيض في مشعات البرودة الموضوعة في المناطق المراد تبريدها و لتعود و تمتص المياه في محلول مائي من بروميد الليثيوم. بعدئذ، تفصل المياه على شكل بخار عن المحلول بالتسخين الآتِ بالطبع من حرارة الشمس.
المبدأ العام واحد بغض النظر عن المبرد المستخدم
استخدام مغاير آخر موضح تالياً يتلخص بتمرير هواء دافئ رطب خلال رذاذ محلول مائي ملحي. الرذاذ يخفض الرطوبة. يمرر الهواء الأقل رطوبة في مبرد تبخيري (Evaporative Cooler) ليبرد و يستعيد الرطوبة، الآن تزال الرطوبة من الهواء المبرد برذاذ من المحلول المائي الملحي و الذي يعاد إنتاجه بتسخينه تحت ضغط خفيض متسبباً في تبخير الماء. الماء المتبخر يعاد تكثيفه ليوجه إلى عائداً إلى المبرد التبخيري. و لتوضيح الصورة تابع الشكل و الذي و جدته على صفحة فيويكيبيديا هذه.
يبدي المتوجسون من هذه الأنظمة قلقاً بخصوص سمية الأمونيا أو "عدم ارتياح" لمادة كيميائية يمكن أن تسبب أضرار مثل بروميد الليثيوم لذا يتوجب توخي الحذر عند التعامل مع هذه المواد.
هذه الأنظمة من الأرجح أنها ستحقق الفوائد التالية:
- توفير الطاقة الكهربائية بشكل كبير و تعزيز قدرة شبكات توزيع الكهرباء.
- تقديم طاقة "خضراء"، نظيفة و صديقة للبيئة. أنظمة كهذه مناسبة جداً في الحد من غازات الكلوروفلوروكربون (Chlorofluorocarbons - CFCs).
- تقدم حلاً لأنظمة التبريد المتنقلة و في تلك المناطق التي يستحيل وصول الكهرباء إليها.
- تقدم حلاً للتبريد الصناعي خاصة و أنه أعلى قدرة من أنظمة التبريد الكهربائية.
http://candlestech.blogspot.com/2009/03/blog-post.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق