غسالة على الطاقة الشمسية من ابتكار سوري
يمان أبو جيب يفوز بمسابقة برنامج نجوم العلوم وبجائزة قدرها 300 ألف دولار.
شهدت النسخة السابعة من أهم مسابقة علوم متلفزة في العالم العربي "نجوم العلوم" لهذه السنة، مجموعة من الابتكارات الإبداعية التي تتسم بالطابع الاجتماعي. ومن بينها، كرسي صلاة خاصة بالمقعدين، وجهاز ذكي لمراقبة نبضات القلب وقبعة تنذرك حين يغلبك النعاس أثناء قيادة السيارة، وهذا خير دليل على أن النماذج الأولية للمشتركين في المرحلة النهائية تسعى لتأمين سلامة الآخرين.
إلّا أن يمان أبو جيب، وهو مبتكر شاب من سوريا، فكّر في شعبه والكوكب بأسره في آن واحد حين ابتكر "غلين" Glean، غسالة كهربائية عاملة على الطاقة الشمسية التي مكنته من الفوز بالجائزة الأولى في المسابقة والحصول على جائزة مالية بقيمة 300 ألف دولار أميركي. كان أبو جيب هو أصغر المتنافسين في الجولة الأخيرة من المسابقة كونه يبلغ الثانية والعشرين من العمر، ولم ينهي بعد دروسه الجامعية. ولكن ذلك لم يخفها إطلاقًا. عن أبو جيب، قال لنا الاستاذ فؤاد مراد، المدير التنفيذي لمركز الإسكوا للتكنولوجيا والعضو الدائم في لجنة حكم مسابقة نجوم العلوم: "الإنطباع الأوّل الذي لمسته من يمان هو أنه شاب طموح ومتحمس يحاول التعرّف بأي نوع من أنواع العلوم من أجل إيجاد حلّ للمشاكل الحياتية اليومية التي تواجهه. لهذا السبب لفت هذا الشاب نظري."
منزل يعتمد بشكلٍ شبه كامل على الطاقة الشمسية في دمشق
يدرس أبو جيب الهندسة الكهربائية في دمشق ويعيش مع عائلته في منزل يعتمد بشكلٍ شبه كامل على الطاقة الشمسية. "عملت أنا ووالدي على تحويل المنزل بحيث يعتمد على الطاقة الشمسية بالكامل. وهذا ما أتاح لي فرصة التعلم وزيادة خبرتي في المجال". قبل ثلاث سنوات، مع تزايد انقطاع الكهرباء في سوريا إثر الحرب الأهلية التي تضرب سوريا، اخترع أبو جيب وحدة تكييف الهواء تعمل على الطاقة الشمسية يشغّلها حين تنقطع الكهرباء لتكييف بيته خلال الصيف الحار. "ابتكرت نموذجًا بسيطًا وغير مكلف، يستطيع أي شخص تركيبه بنفسه. كما صارت طريقة تركيبه متاحة للجميع فقد نشرتُ فيديو على موقع "يوتيوب" يشرح بالتفصيل عملية التركيب. في حينه، وصلت التكلفة القصوى لابتكاري إلى 40 دولارًا، لكن ذلك كان قبل ثلاثة أعوام. أما الآن فكلفته أقلّ بكثير."
في النهاية لم يتبق في بيته سوى بعض الأجهزة الكهربائية، منها الغسّالة، التي كانت لا تزال تعتمد على مصادر الطاقة التقليدية، لذا بدأ يفكّر في حلّ. والآلة التي ابتكرها تعتمد بشكلٍ كامل على الطاقة من الألواح شمسية الموجودة على سطح المنزل. توفر هذه الغسالة حتى 88 في المئة من استهلاك الطاقة، و70 في المئة من الطاقة الكهربائية، و30 في المئة من المياه المستهلكة من قبل غسّالة كهربائية عادية. وتمزج هذه الغسالة ثلاث مصادر للمياه: المياه من سخّان المياه الشمسي على السطح، ومياه الحنفية، والمياه المعاد تدويرها من دورة الغسيل السابقة. وبعد ذلك تعالج هذه المياه وتسخّنها حتى تصل إلى الحرارة اللازمة.
ستمكن جائزة مسابقة نجوم العلوم البالغة قيمتها 300 ألف دولار، أبو جيب من تطوير منتجه بما فيه الكفاية لنشره في الأسواق. ولكن ذلك سيتطلب بعض الوقت. "في حال تم إطلاق "غلين" الآن في الأسواق، لن تكون قادرة على منافسة الغسالات من شركات معروفة كشركة "سيمنز" Siemens، أو غيرها، تعمل على منتجاتها منذ خمسينيات القرن الماضي. أفضّل عدم التسرّع مع "غلين"".
لا ينوي أبو جيب نشر نموذجه الأولي في منازل سوريا فحسب. "قرأت عن كاليفورنيا، حيث المياه شحيحة جدًا. هم أيضًا بحاجة إلى أجهزة تستهلك الطاقة بشكلٍ فعال". ويأمل أن يرى "غلين" مستخدمة في قطاعات تجارية أيضًا كقطاع المطاعم والفنادق. "التقيتُ بمدير أحد الفنادق في الدوحة وقال لي أنه يغسل طنين من الثياب كل يوم. وهذا يعني استهلاك 14ألف ليتر من المياه يوميًا."
وهنا، يشرح الاستاذ مراد لنا أن تحويل "غلين" إلى منتج قابل للنشر في الأسواق يتطلب بعض الجهد. ويتابع قائلاً: "لكي نتمكن من إيجاد غسالات "غلين" في الأسواق، لن نعتمد على تزويد الغسالات المتوفرة حاليًا بتقنية "غلين" الحديثة. على يمان العمل على نموذج أولي كامل جديد. ولكن، أن متأكد أن "غلين" قادرة على منافسة الغسلات التقليدية."
http://technologyreview.me/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9/%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D8%B3%D9%88%D8%B1/?utm_source=arfbposts
No comments:
Post a Comment